للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحمد لله الذي وفق أولياءه للعمل بما يحبه ويرضاه، وحقق على أهل معصيته ما قدره عليهم وقضاه، الناصر لمن ينصره من أهل طاعته وتقواه، الذين يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه. أحمده سبحانه على ما خوَّله من فضله وأسداه، وأشكره على سوابغ نعمه وجزيل بره وآلاه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الله ولم يعامل أحدًا سواه. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي اصطفاه واجتباه، وأمره بطاعته وتقواه، وعن طاعة الكفار والمنافقين حذره ونهاه. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وتولاه. وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وراقبوه، وعظّموا أمره ولا تعصوه، وأعلموا أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من أعظم الواجبات وأهم المهمات. عباد الله ما هذا التغافل والإحجام عن ما أوجبه الله عليكم من القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قد وهى فيما بينكم جانبه، وكثر تاركه ومجانبه، ودبت إليكم من الوهن عقاربه، أجراءة على الله؟ أم أمن من مكره وعقابه، وسخطه وأليم عذابه؟ أما علمتم أن بالقيام به تحصل لكم السعادة والنجاة. وتأمنون من حلول العقوبات والمثلات. فيا عباد الله ما هذا التكاسل والتغافل والانهماك في الشهوات واللذات، والإقدام على ما يسخط فاطر الأرض والسموات، ويوجب نزع البركات ووقوع النقم والبليات. أما سمعتم قول الله تعالي: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ - كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ - تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} [المائدة: ٧٨ - ٨٠]

<<  <   >  >>