وجوب تقديم محبة الله ورسوله على ما سواهما الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلوات الله وسلامه على خاتم المرسلين أحمده سبحانه وأتوب إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحابته إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون إنه لا يخفى على كل ذي لب أن الله تعالى قد ذم من كره ما أحبه وأحب ما كرهه تعالى، قال تعالى:{كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}[محمد: ٩] وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}[محمد: ٢٨] فالواجب إذًا على كل مسلم عاقل موفق أن يحب ما أحبه الله ورسوله ويكره ما كرهه الله ورسوله لتحصل له السعادة والفوز الكبير ولا شك أن الإنسان لا يؤمن إيمانًا قويًا صحيحًا حتى يحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله ولا يكون المؤمن مؤمنًا حقًا حتى يقدم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة جميع الخلق بل على محبة الأهل والولد والناس أجمعين، ولهذا جاء في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين» ، ثم إن المحبة الصحيحة الصادقة تقتضي المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات، ولهذا قال تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}[التوبة: ٢٤]