للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خطبة له صلى الله عليه وسلم في التذكير بالله تعالى والدعوة إلى حبه والتحابّ فيه]

خطبة له صلى الله عليه وسلم في التذكير بالله - تعالى - والدعوة إلى حبه والتحابّ فيه وقال ابن إسحاق: «ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى فقال: "إن الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. إن أحسن الحديث كتاب الله - تعالى - قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس. إنه أحسن الحديث وأبلغه. أحبّوا من أحب الله. وأحبوا الله من كل قلوبكم (١) ولا تملّوا كلام الله وذكره، ولا تقسوا عنه قلوبكم، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا واتقوه حق تقاته. واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم إن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» (٢) .


(١) أحبوا الله. . . الخ المراد أن يستغرق حب الله جميع أجزاء القلب فيكون ذكره وعمله خارجًا من قلبه خالصًا لله. وإضافة الحب إلى الله تعالى من عبده مجاز حسن، لأن حقيقة المحبة إرادة يقارنها تعلق بالمحبوب طبعا أو شرعًا.
(٢) أورد هذه الخطبة ابن هشام في السيرة ١ / ٥٠١، وابن كثير في البداية ٣ / ٢١٤، والباقلاني في الإعجاز ١١٠.

<<  <   >  >>