خطر شهادة الزور الحمد لله الخبير فلا تخفى عليه خافية يعلم ما توسوس به نفس المرء وما ينطق به سرًّا أو علانية، أحمده سبحانه أمرنا بحفظ ألسنتنا عن قول الزور والفحشاء، وأسأله التوفيق لقول الحق في السراء والضراء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله بشر الصادقين بجنات تجري من تحتها الأنهار. وآذن الكاذبين بسوء العاقبة والنار والدمار، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الصدق في الأقوال والأفعال والبعد عن الزيغ والضلال وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد فيا أيها المسلمون: اتقوا الله واسمعوا قوله سبحانه بآذان مصغية وقلوب واعية تنشد الحق لتتبعه يقول جل من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا}[النساء: ١٣٥]
عباد الله: ها هو جل وعلا أمركم بالقسط الذي هو العدل وبأن تكون شهادتكم بحق لشخص أو عليه مرادًا بها وجه الله سبحانه أمركم بالإتيان بالشهادة على وجهها من غير التواء أو تأويل، فتحروا رحمكم الله في شهادتكم وأقوالكم الحق الذي لا غبار عليه فبشهادة الحق إثبات الحقوق وتوطيد دعائم الأمن وإياكم وتحكيم عاطفة القرابة في الشهادة. إياكم والميل إلى غني لغناه أو فقير رحمة به فالله أولى بعباده منكم فقد تظنون أن الشهادة بالحق نقمة وهي في باطن الأمر نعمة.