الاستجابة لله ولرسوله وأثرها الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أعدّ الجنة بمقتضى فضله وكرمه لعباده المؤمنين، وأعدّ النار بمقتضى عدله وحكمته للعصاة والكافرين، أحمده سبحانه لا أحصي ثناءً عليه وأستغفره، وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وأصلى وأسلم على أفضل خلقه محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وكل من دعا بدعوته صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين.
أما بعد: فيقول الله جلت قدرته وتعالت أسماؤه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[الأنفال: ٢٤] عباد الله: في هذه الآية الكريمة ينادي الله عباده المؤمنين بأجلّ الأسماء وأحبها إليهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يناديهم مذكرًا لهم ما اتصفوا به من إيمان وما تحلّوا به من فضائل من لازمها وطابع المتحلّي بها أن يستجيب لأمر الله طائعًا رغبًا ورهبًا، فيقول سبحانه:{اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}[الأنفال: ٢٤] أي أطيعوا الله واستقيموا واثبتوا على شرع الله وما جاءكم به رسول الله مهما كانت الأحوال أو قست الظروف إذا دعاكم الله ورسوله لما يحييكم.
والذي به حياتنا ودعينا إلى الاستجابة له والانقياد هو الإيمان، هو السنة والقرآن، هو الحق. وهذا إخبار صادق ووعد من قادر على الوفاء لا