[اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاعتصام بالقرآن]
اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاعتصام بالقرآن الحمد لله الذي يجير ولا يجار عليه. الذي بيده تصاريف الأمور فلا أحد يماثله ولا يضاهيه. . أحمده حمد عبد معترف بالذل والخضوع بين يديه. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد معترف بوحدانيته وما لديه. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فقام بما أمر به فبلغ الرسالة وأدى الأمانة حتى بلغ ما وجب عليه. . اللهم صَلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وذويه الذين تمسكوا بهديه حتى ماتوا عليه.
أما بعد: أيها المسلمون اتقوا الله حق تقواه واستمسكوا من الإسلام بأوثق عراه واشكروا مولاكم الذي منّ عليكم بهذا النبي الكريم الرءوف الرحيم فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[آل عمران: ١٦٤] يخبر تبارك وتعالى أنه منّ على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم حيث أرسله وأنزل عليه كتابًا مبينًا وأمرنا باتباعه والعمل بسنته فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧] وقد قال صلاة الله وسلامه عليه تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وقال: «تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم هو حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه ولا يخلق مع كثرة الرد من قال به صدق ومن عمل به رشد ومن حكم به عدل ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم» . فيا عباد الله اعلموا رحمكم الله أن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فرض