للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فضل الجهاد في سبيل الله]

فضل الجهاد في سبيل الله الحمد لله الذي أمر بالجهاد، لتطهير الأرض من الكفر والفساد، ووعد المجاهدين بعظيم الأجر والثواب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جاهد في الله حق جهاده بالقلب واللسان، والدعوة والبيان، وبالسيف والسنان فكان كل عمره في الجهاد، وكل ساعاته صلاح ورشاد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله، طاعة لله وطلبًا لثوابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: عباد الله اتقوا الله، واعلموا أن الله سبحانه بحكمته البالغة يمتحن عباده المؤمنين، ويبتليهم بأهل الكفر والنفاق، ليظهر بذلك صدق المؤمنين في إيمانهم وترفع درجاتهم، وإلا فهو سبحانه قادر على أن ينتقم من الكفار فيهلكهم عن آخرهم في لحظة واحدة، قال تعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ - سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ - وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ - وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: ٤ - ٨]

أيها المؤمنون: إن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، كما أن لهم الرفعة في الدنيا، قال تعالى:

<<  <   >  >>