فاتقوا الله عباد الله وأفيقوا من سكرتكم، وانتبهوا من غفلتكم، واستيقظوا من رقدتكم، وتداركوا ما فات من تفريطكم وإهمالكم لأمر ربكم، وقوموا قيام صدق علمًا وعملًا قولًا وفعلًا وأمرًا ونهيًا، ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم، وأخلصوا النية وأصلحوا الطوية. واحذروا الأسباب التي توجب ترك ذلك والإعراض عنه، فإن ذلك من كيد الشيطان وتسويفه وغروره ولا تقولوا ما لا تفعلون، وتداركوا رحمكم الله أعماركم بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله والندم والإقلاع من قبائح الذنوب والآثام. والانتباه والإقبال على طاعة الملك العلام. من قبل أن يحل بكم من أمر الله ما لا قبل لكم به، فستذكررن ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ - أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ - أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ - أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}[الأعراف: ٩٦ - ٩٩]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم. بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسملين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم (١) .
(١) من خطب فضيلة الشيخ محمد بن عبد اللطف آل الشيخ انظر الخطب المنبرية ص ٥١.