للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ببدعته. وإلا لو كان يرى أن الدين كامل لاستغنى به عن البدع. ومنها: أن أصحاب البدع يزهدون في السنن وتفتر عزائمهم عن العمل بها وينشطون في البدع فلذلك نجدهم ينفقون أموالهم وينصبون أبدانهم ويضيعون أوقاتهم في إحياء البدع. ومنها: أن البدع تعيد الجاهلية إلى حياة الناس فتورث التفرق والاختلاف. وكل فريق يرى أن ما هو عليه أحسن مما عليه الآخر، كما قال الله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣] وكما قال سبحانه: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣] أما السنن فإنها تجمع الناس وتؤلف بين قلوبهم فيكونون إخوة متحابين على منهج واحد ودين واحد ممتثلين قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]

ومن مفاسد البدع أنها تورث الاستكبار عن الحق، فالمبتدع إذا دعي إلى الحق لا يمتثل ويتمسك ببدعته ويدافع عنها.

ومن مفاسد البدع: أنها تفسد الدين الصحيح وهذا ما يريده شياطين الجن والإنس من الكفار والمنافقين، فأعداء الدين يحاولون إفساده بشتى الوسائل، وأهم سلاح يستخدمونه في ذلك هو البدع والخرافات ليشوهوا بها الإسلام ويغطوا بها وجه الدين الصحيح، حتى يظن من لا يعرف حقيقة الإسلام أنه مجموعة من الخرافات والطقوس الفارغة فينصرف عنه من يريد الدخول فيه. أضف إلى ذلك أن الذين يروجون البدع يجنون من ورائها مكاسب مادية أو يتمكنون بها من نيل شهواتهم المحرمة. فكم ينفق في إحياء هذه البدع من أموال، وكم يهتك فيها من أعراض بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء بلا وازع ولا رادع.

<<  <   >  >>