عباد الله: كنا في هذه البلاد في عافية من كثير مما وقع فيه من البدع، ولكن لما تسهلت وسائل النقل وتوفرت وسائل الإعلام ووفد إلى بلادنا كثير ممن نشئوا على البدع وربما جاءوا ببدعهم يزاولونها عندنا، فربما يشتبه الأمر على كثير من عوامنا فوجب التنبيه على تلك البدع في أوقاتها حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، ومن هذه البدع ما يفعل في شهر رجب من العادات الجاهلية والأمور البدعية التي يزعم مرتكبوها أن شهر رجب خاصية على غيره، وليس الأمر كذلك، فإن شهر رجب أحد الأشهر الحرم، وقد روي عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أنه كان إذا دخل شهر رجب قال:«اللهم بارك لنا في شهري رجب وشعبان وبلغنا رمضان» ، ولم يثبت عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - في فضل رجب حديث، بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - كلها كذب قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وقد أحدث الناس في هذا الشهر عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله. من ذلك تعظيم أول خميس منه وليلة أول جمعة منه، فإن تعظم هذا اليوم وتلك الليلة من رجب إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة، والحديث المروي في ذلك كذب باتفاق العلماء، ولا يجوز تعظيم هذا اليوم لأنه مثل غيره من الأيام. وقال الحافظ ابن رجب، فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء. قال وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ولا عن أصحابه.
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يضرب أكف الرجال في صوم