للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: لو مت وهو عليك ما صليت عليك، أنكر رضى الله عنه على من ربط خيطًا معتقدًا أنه سبب، لا أنه ينفع ويضر بنفسه، فكيف بمن يعتمد على التمائم والطلاسم والحروف المقطعة؟ ، فنحن مأمورون بالاعتماد على الله أولًا وقبل كل شيء ثم الأخذ بالأسباب المشروعة، فكل عمل، وكل سبب لم يؤذن لنا فيه، يجب علينا تركه، والابتعاد عنه، كما يجب علينا أن نربي أولادنا تربية صالحة، وأن نبعدهم عن الأوهام والخرافات، والتعلق على غير الله، وأن نحافظ على فطرهم السليمة التي فطروا عليها، حتى لا يعتمدوا إلا على الله، ولا يلجئوا في الشدائد والملمات إلا إليه وحده، ولا يكون للدجاجلة والمشعوذين بيننا سوق نافقة. وأن نقضي على ما يفسد عقائدنا وفطرنا من الضلالات والأوهام، ونقضي على مروجيها.

التمائم التي تعلق إن كانت من غير القرآن، أو أسماء الله وصفاته: فهي شرك بالله، أما إذا كانت من القرآن، أو أسماء الله وصفاته، فهي ممنوعة أيضًا، لأن النهي من الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عن التمائم عام، ولا مخصص له، ولأن منعها سد لذريعة الشرك وتعليِق غير القرآن؛ ولأن القرآن إذا علق فلا بد أن يمتهن عند قضاء الحاجة، والاستنجاء، وغير ذلك، ولأن القرآن لم ينزل إلا ليكون هدى للناس، وشفاء لما في الصدور، ولم ينزل ليتخذ حجبًا وتمائم، ولا ليتلاعب به المتأكلون به، الذين يشترون به ثمنًا قليلًا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم (١) .


(١) انظر من أحاديث المنبر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ ص ٥٩.

<<  <   >  >>