ولقد دعا الإسلام إلى التحلي بهذا الخلق الكريم حتى تستقر الحياة بالناس ويجد كل فرد في المجتمع مكانه ومكانته وحقه وكرامته.
فعند الطبراني من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: «لن تؤمنوا حتى ترحموا "، قالوا يا رسول الله كلنا رحيم. قال:" إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة» .
ويؤكد الإسلام تبادل الرحمة، إن جاوزت عالم الإنسان إلى أجناس الحيوان، فلا ينبغي أن يُؤذى حيوان أو يُضرب أو يُجوَّع أو يُظمأ، فعند أبي داود عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: «كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمّرة معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تَفْرُش، فجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها "، ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: " من حرق هذه "؟ قلنا: نحن، قال: " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار» .
وعند البخاري ومسلم واللفظ له عن ابن عمر أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:«عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت جوعًا، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» .
أيها المسلمون:{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف: ٥٦] و «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» كما صح في الحديث.