للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحرام عليك أن تسمع ما يقول في بيته فتكون جاسوسًا لا يأمنك على قوله وفعله، وإذا عجزت عن بر جارك أو الإحسان إليه والاعتراف بفضله، فكف أذاك عنه ولا تضره ودعه يستريح في منزله وإذا دعاك فأجبه، وإن استشارك فأشر عليه، وإذا كان مظلومًا فانصره أو ظالمًا فاقبض على يديه، وإن أحسن فاشكره وإن أساء فاعف عنه، وإن ارتكب الفساد فلا تقره عليه، فرب جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يا رب إن هذا قد أغلق بابه دوني ومنعني معروفه، ورآني على الشر فلم ينهني عنه «وقال رجل يا رسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها، قال: " هي في النار "، قال: يا رسول الله فإن فلانة تذكر من قلة صلاتها وصيامها وإنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال: " هي في الجنة» .

وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح والمركب الهنيء. وأربع من الشقاوة: الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق» ، والله تعالى يحب جارًا صبر على أذية جاره حتى يكفيه الله إياه بتحول أو موت.

ومن الحماقة وضعف الرأي ترافع الناس إلى الحكام فيما يقع عادة بين الجيران، من خصومات النساء ومشاجرات الصبيان، ومما جاء عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهيه عن إطالة البنيان إذا كان في ذلك شيء من الأذى كسد الهواء والإشراف على من يدانيك في المكان. ولقد كان يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول» ، وقال

<<  <   >  >>