للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك اعتنى بالأسلوب الهادئ، والعبارات السلسة السهلة، والترتيب المنطقي السليم، وكان في أسلوبه يربي القارئ قبل أن يعلمه طرق التربية.

وقد اعتمد الأسلوب الوصفي، والاستنتاجي، وما ترك علة من العلل التي يصفها إلا بيّن أسبابها، ثم ذكر علاجها، وهي الطريقة الصحيحة لوصف العلاج الناجح، فإن تشخيص الداء، ومعرفة أسبابه أعظم باب لمعرفة دوائه الصحيح.

وكتاب مثل هذا حري ألا تخلو منه مكتبة بيت المسلم.

ومما يؤخذ على الكتاب: عدم اعتنائه بدرجات الأحاديث صحة وضعفا، ولست أعني تحويل الكتاب إلى كتاب تخريج، لكن ذكر كلام الحفاظ على درجتها يبرئ الذمة، ويريح القارئ ويجعله مطمئنا لما يقرأ، فإن القارئ ما يكاد يقرأ حديثا صحيحا إلا ويجد بعده ضعيفا أو موضوعا، دون أن يكون هناك تنبيه على ضعفه، ومع أن بعض الأحاديث قد بيّن ضعفها من رواها، كالترمذي والحاكم، فذكر اسمهما على أنهما رويا الحديث دون ذكر حكمهما عليه خطأ يوقع القارئ في لبس من أمر الحديث.

ومما يؤخذ عليه: ثناؤه على الصوفية في فصل الربط بين الولد والمرشد، وجعله للربط بين الولد ومرشده الصوفي قاعدة من قواعد التربية الأساسية، وادعاؤه أن الصوفية كانوا يحاربون الشرك والبدع

<<  <  ج: ص:  >  >>