والخوف، وسرعة الانفعال، وكيف استغل الأعداء هذه الثغرة للنفوذ إلى نفسيات أطفالنا، والسيطرة عليهم، بالإجابة عن تساؤلاتهم، بطريقة ماكرة تغرس في نفوسهم المبادئ النصرانية، بالظهور أمامهم بمظهر المتمسك بالدين النصراني، وأنه سبب استقامة ولطف وانضباط ذلك القس والراهبة، فيحاول الطفل تقليدهم ولو بلبس الصليب، بإظهار المسيح عليه السلام في صورة المخلص، حتى يزول الخطر والخوف من الطفل، ويلجأ إليه، وهكذا، حتى يمسخ الطفل تماما، والأدلة على كثرة أفراد هذا الجيل الممسوخ، ما نراه من تقليد لكل شيء وافد من الغرب، في مجتمعات المسلمين.
ثم ضرب المؤلف مثالا بـ" سنغور الإفريقي " الذي كان ضحية من ضحايا التنصير، دون أفراد عائلته المسلمين، والأب " بطرس " باساما أحمد نامي الفلبيني. واستمر يسرد بعض الأمثلة والإحصاءات في العالم الإسلامي، التي تبين مدى تغلغل الإرساليات التبشيرية داخل بلاد المسلمين.
ثم تحدث عن أهم واجبات المسلمين تجاه هذه القضية العظيمة، فذكر واجبات الدولة، ثم واجبات المربين والمربيات، ثم المؤسسات الأهلية، ثم الجمهور.
وختم الكتاب بثلاث إجابات عن السؤال الذي عنون به للمحاضرة.
والكتاب جيد ومفيد، تميز بسهولة العرض، وجودة العبارة، والواقعية، وبيان أهم مخططات الأعداء في جانب التربية، وذكر بعض الإحصاءات.
ويؤخذ على الكتاب خلوه تماما من الاستشهاد بآية أو حديث، مع أن أصل المحاضرة ألقيت في موسم ثقافي تقيمه وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، والمستمعون مسلمون، وما طلب منهم في المحاضرة أمور من أسس الدين، وهي المحافظة على عقائد الأبناء من الانحراف، فكيف يصح أن تخلو غيور -كهذه - من الاستشهاد بآيات من الذكر الحكيم، وأحاديث من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ ولو أن المؤلف فعل، لأضاف إلى محاضرته قوة إلى قوتها، وبهاء ونورا على بهائها ونورها، والله الموفق.