والكتاب جيد في عمومه، مختلف عن بقية الكتب التي مرت في أسلوبه، فهو خطاب مفتوح موجه إلى جميع أعضاء المجتمع، حشدت فيه المؤلفة ما عندها من مقترحات وآراء، وانتقدت كل من له دور في رفع مستوى المرأة وتلبية متطلباتها، ويظهر الأسلوب الصحفي فيه بجلاء، مثل التعميمات التي يفوتها - أحيانا - تخصيصها، والتركيز على نقطة واحدة حتى تبرز بجلاء للقارئ، وهو أسلوب صحفي جرى عليه أهل الصحافة، ولا أظنه يحسن كثيرا في الكتب؛ لأنه قد يصيبه نوع غلو في الحكم، مثال ذلك: قولها عن الفريق الذي لم يعتن بالمرأة حتى أصبحت بعيدة عن التعلم وأداء دورها المطلوب - في نظر الكاتبة -: لا فرق ألبتة بين عمله هذا وبين من كان يئد ابنته في الجاهلية. إن نظرة هذا الفريق إلى المرأة، ومعاملته لها تتناقض تماما مع مبادئ الإسلام. اهـ. وهذه العبارة فيها غلو ظاهر، حيث ساوت المسلم الجاهل الذي لم يراع حقوق المرأة بالجاهلي الذي يئد ابنته، وهذا قياس عجيب، لم نرها استخدمته مع الفريق المتحلل الذي نبذ الدين وراء ظهره، وذكرته في كتابها.
وهذا التعليق وغيره لا يقلل من قيمة الكتاب، كما ذكرت أكثر من مرة في التعليقات السابقة؛ لأن المقصود منه التنبيه على الخطأ، وطلب إزالته، والرقي إلى الأفضل، والدين النصيحة. والله الموفق.