الباب الأول: شناعة الزنا، والآثار المترتبة عليه، وفيه فصلان، الأول: تحريم الأديان السماوية للزنا، وكون الأديان السماوية متفقة على تحريمه، وجعل هذا الفصل في مبحثين، الأول: تحريم اليهودية والنصرانية الزنا، وفيه مطلبان: الأول: تحريم اليهودية للزنا، وما جاء بشأنه في كتبهم التي يقدسون، وإهلاك الأمم السابقة بسببه، وعقوبته عندهم، والتدابير الواقية عندهم منه، مثل: تحريم النظر إلى المرأة الجميلة عندهم، ومحادثتها والابتعاد عن الزناة والمغنيات.
المطلب الثاني: تحريم النصرانية للزنا، وما جاء بشأنه في كتبهم التي يقدسون، وعدهم إياه من الكبائر، وجزاء الزاني عندهم، وأنه لا يكون من ورثة ملكوت الله، والتدابير الواقية منه عندهم، مثل: تحريم النظر إلى المرأة، ومخالطة الزناة، وعقوبتهم.
المبحث الثاني: تحريم الإسلام للزنا، جعله المؤلف في تسع نقاط هي: تقبيح الإسلام لجريمة الزنا، وتقريره قبحها عقلا، فقد سمى الله الزنا: فاحشة، وتحريمه الزنا من أول مرة يرد ذكره، بخلاف بعض المحرمات التي حرمت بالتدريج، وجعله الزنا كبيرة من الكبائر، وتقرير أنه يؤثر على فاعله تأثيرا سيئا حيث يخلع منه الإيمان، ولا تستجاب دعوته، وهو كذلك سبب لوقوع العقاب الجماعي على المجتمع الذي ينتشر فيه من نزول غضب الله عليهم بإكثار الموت والطواعين فيهم، أو العقاب الفردي فيقع على المحصن بقتله، وعلى البكر بجلده ونفيه،