ثم تحدث عن العلاقات بين التصنيع والتغيير في نظام الأسرة، كيف انخفضت أجور العمال، وزادت ساعات عملهم، مما أدى إلى سوء الأحوال الاقتصادية للأسر العمالية وارتفاع نسب وفيات الأطفال، وانتشار البطالة، وأصبحت سعادة المرأة العاملة في أن تجد رجلا يعولها، وينقذها من دوي المصانع، وعناء العمل، وإرهاق الوظيفة، ويعيدها إلى هدوء المنزل، وراحة النفس، والرحمة والسكينة التي فقدتها عندما هجرت منزلها، وانطلقت تبحث عن رزقها، وأصبح الاجتماعيون في أوربا وأمريكا تتصاعد هتافاتهم:(أعيدوا المرأة إلى البيت) ، وأصبح عقلاؤهم يبكون دما على وضعهم الأسري، وتذوب الغربية حنينا للعودة إلى عشها.
ثم ذكر أهم ما ساعد المرأة على خروجها إلى العمل في الغرب، وهو: الثورة الصناعية التي تحتاج إلى أيدي عاملة، خصوصا عند الإضرابات، والحروب التي سادت أوربا فقل بسببها الرجال، وانتشار العلمنة، والبعد عن الدين، وتخطيط اليهود والماسون لإفساد العالم، وانتشار روح الفردية في الغرب، وأثر الثورات الاجتماعية الكبرى.
ثم تكلم عن تأثر العالم أجمع بالتغير الذي وقع للمرأة الغربية، وامتداد هذا التأثر إلى العالم الإسلامي، وكان أبرز ما ساعد على خروج المرأة المسلمة إلى العمل: الاستعمار الغربي والغزو الفكري، وسيطرة الغرب على أجهزة الإعلام، وتأثر بعض أبناء المسلمين بالثقافة الغربية، ورغبة المرأة محاكاة غيرها، وظهور قيم اجتماعية جديدة، وأثر الحربين العالميتين في العالم الإسلامي، ووجود جاليات أجنبية كبيرة في بلاد