للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرسالة السادسة: عن الحجاب والعيوب الجسدية، وهو الاعتراض الرابع، الذي يقول: إن الحجاب وسيلة لإخفاء عيوب المحجبة الجسدية، ورد عليه.

والرسالة السابعة: عن الحجاب والسلوك، وهو الاعتراض الخامس، الذي يقول: إن الحجاب ستار لإخفاء العيوب السلوكية، ورد عليه.

والرسالة الثامنة: عن الحجاب والأناقة، وهو الاعتراض السادس الذي يقول: إن الحجاب يسبب إهمال المرأة أناقتها، ورد عليه من سبعة أوجه.

ومما يؤخذ على الكتاب: أن الكاتب عندما أراد أن يعرف التوحيد الذي رفضه المشركون، والذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنهم لم يرضوا بالله مشرعا، أي منظما لحياتهم. اهـ. وهذا غير صحيح بل لم يرض المشركون بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه دعاهم إلى إفراد الله بالعبادة، وهو توحيد الألوهية، حيث قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: ٥] (١) أما توحيد الحاكمية -الذي ذكره المؤلف - فهو جزء من توحيد الألوهية، والحاكمية جزء من خلافهم، لا خلافهم كله، وهذا أمر خطير لا بد من الحذر من الانزلاق فيه.

ويؤخذ عليه: إطلاقه الخلاف في كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب دون قيد أو شرط، وهذا إطلاق غير صحيح، فإن خلاف العلماء في كونه عورة أو غير عورة، وهذا لا يعني أنهم يجيزون للمرأة أن تخرج سافرة عن وجهها أمام الرجال الأجانب، بل العلماء ذكروا الإجماع على منع النساء من الخروج سافرات عن وجوههن أمام الرجال الأجانب، منهم: ابن عابدين الحنفي، والونشريسي المالكي، والنووي الشافعي، وابن تيمية الحنبلي، وغيرهم، ممن نصوا على الإجماع، وعلى فسق الزوج الذي يأذن لزوجته بالخروج سافرة عن وجهها (٢) .


(١) سورة ص الآية ٥.
(٢) انظري هذه القضية في الكتب التي بحثتها، ومنها في هذا الدليل: فصل الخطاب في مسألة الحجاب والنقاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>