للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن أرادوا من الصحيح فظاهر, وإن أرادوا مطلقًا فيرد عليهم سرى وسراة. وقوله: (الفاجر) فاعل من الفجور بالجيم, وهو الانبعاث في المعاصي والزنى, وقد فجر كنصر فجرًا بالفتح, وفجورًا بالضم.

وقال بعض اللغويين: الفجور اسم جامع للشر كله, فهو في كل شيء بحسبه, فيقال فجر: إذا فسق وزنى, وفي اليمين: كذب, ونحو ذلك. فالعفريت عند المصنف هو الجامع للخبث والفجور كما هو ظاهر. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: العفريت القوي النافذ مع خبث ودهاء, ويطلق على المتمرد من الجن والإنس. وفي الحديث: «إن الله ليبغض العفريت النفريت الذي لا يرزأ في مال ولا ولد».

و(الخب) بفتح الخاء وتشديد الموحدة: (الخبيث المخادع) بضم الميم, اسم فاعل من خادعه مخادعة وخداعًا, بالخاء المعجمة والدال والعين المهملتين. ويقال: خدعه كمنعه خدعًا بالفتح, ويكسر, إذا خلته وأراد به المكروه من حيث لا يعلم, وهذا معنى الخب, لأنه مصدر أطلقوه على الشخص الخداع مبالغة كما في المصباح وغيره, وكلام المصنف صريح في أن الخب هو الجامع للخبث والخداع, وفسره المجد كالجوهري والفيومي وغيرهم, بأنه الخداع. وكأن الخبث لما كان لازمًا للمخادع جمعه له المصنف, والله أعلم.

<<  <   >  >>