للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهله: ذهب علماؤنا أو أكثرهم إلى أن الذي انتهى إلينا من كلام العرب هو الأقل, ولو جاءنا جميع ما قالوه لجاء شعر كثير وكلام كثير, وأحر بهذا القول أن يكون صحيحًا, لأنا نرى علماء اللغة يختلفون في كثير مما قالته العرب, فلا يكاد واحد منهم يخبر عن حقيقة ما خولف فيه, بل يسلك طريق الاحتمال والإمكان, وأخذ في أمثلة ذلك, وإيراد كثير مما لا يسعه هذا المختصر.

[الفائدة التاسعة]

قال ابن جني في الخصائص: اللغات على اختلافها كلها حجة, ألا ترى أن لغة الحجاز في إعمال ما, ولغة تميم في ترك إعمالها, كل منهما يقبله القياس, فليس لك أن ترد إحدى اللغتين لصاحبتها, لأنها ليست أحق بذلك من الأخرى, لكن غاية مالك في ذلك أن تتخير إحداهما فتقويها على أختها, وتعتقد أن أقوى القياسين أقبل لها وأشد أنسًا بها, فأما رد إحداهما بالأخرى فلا. وقال الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل: كل ما كان لغة لقبيلة قيس عليه, وقال أيضًا: إنما يسوغ التأويل إذا كانت الجادة على شيء, ثم جاء شيء يخالف الجادة فيتأول, أما إذا كانت لغة طائفة من العرب لم تتكلم إلا بها فلا تأويل.

[الفائدة العاشرة]

عقد ابن فارس في فقه اللغة بابًا لانتهاء الخلاف في اللغات, وذكر أنه يقع في الكلمة الواحدة لغتان كالصرام والحصاد, وثلاث كالزجاج,

<<  <   >  >>