(والنبراس) بالكسر: (المصباح). (والذبالة) بضم المعجمة (الفتيلة, وجمعها زبال) بإسقاط الهاء, (وهي) أي الفتيلة (الشعيلة) بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة مثلها وزنًا ومعنى (وجمعها شعائل) وشعل بضمتين كصحيفة وصحف كما في المصباح وغيره.
* * *
ولا يخفى ما ارتكبه المصنف من حسن الصنيع, وإجراء الختم ع لى أسلوب بديع, حيث ختم كتابه بيات الآلات إشارة إلى أن علم اللغة هو الآلة العظمى لسائر العلوم, والأداة القوية البالغة في الإعانة على فهم كل معلوم, وختمها بأسماء النبراس والمصباح إشارة إلى أن من عاناها أعانته على حل المشكلات, وصيرتها عنده أوضح من بياض المصباح, وقد جعلوا علم اللغة أول آلات أهل التفسير والحديث, وبالغوا في الحث على الاعتناء بها في القديم والحديث, وأفرد طائفة احتياج جميع العلوم إليها بالتصانيف, وظهورها على وجه البداهة أغنانا عن التعرض له بتوجيهٍ أو تعليل, وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل, نورل الله قلوبنا بمعارفه, وأفاض علينا بحار عوارفه, وفهمنا به عند مقاصد شرائعه, حتى نروى بما تروى من إحكام أحكامه عن مواد الفهم اللدني, والعلم العندى وشرائعه, بجاه منبع اللغات, ومجمع الحكم البالغات, القائم بجوامع الكلم العربي وشرائعه, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المستمطرين الآداب الدينية والدنيوية من هوامع سحبه, القائمين بتشييد أركان الدين وتسديد سدده وتعضيد أعتابه وشرائعه.