وألممت بأكثر ذلك في شرح شواهد البيضاوي, ولا حجة له في استشهاد سيبويه ببيت لبشار أنشده في الكتاب, لأنه إنما أورده مثالًا, ولم يجعله شاهدًا, وكان بشار هجاءً, فتوعد سيبويه فقطع لسانه لذلك كما صرحوا به, والله أعلم.
[التنبيه الثالث]
قصر الطبقات على ما ذكرنا وحصرها في أربع هو المشهور المتداول بين الجمهور, ولذلك اقتصرنا عليه في شروح الشواهد وشرح نظم الفصيح وغيرهما. وزاد فيها جماعة ففصلوها على غير هذا الترتيب فقالوا: الشعراء طبقات: جاهليون كامرئ القيس, ومخضرمون كلبيد, ومتقدمون, ويقال إسلاميون, وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق, ومولدون وهم من بعدهم كبشار, ومحدثون وهم من بعدهم كأبي تمام, ومتأخرون كمن حدث بعدهم من شعراء الحجاز والعراق فجعل الطبقة الرابعة ثلاثًا,