هذا باب, وفي نسخة مصححة (فصل في العسل) , ولكل وجهة. قال المجد: العسل محركة: لُعاب النحل, أو طل خفي يقع على الزهر وغيره فتلقطه النحل, وهو بخار يصعد فينضج في الجو فيستحيل فيغلظ في الليل فيقع عسلًا. وقد يقع العسل ظاهرًا فيلقطه الناس, وأفردت لمنافعه وأسمائه كتابًا, ويؤنث. قلت: تفسيره بلعاب النحل وهو الذي عليه أئمة اللغة, وما بعده من الاحتمالات آراء للحكماء لا اعتداد بها ولا تعرفها العرب الذي مبني الكلام على أوضاعهم, فلا معنى لتفسير كلامهم بما لا يعرفون من البخار والطل وغيرهما, والكتاب الذي أفرده سماه «ترقيق الأسل لتصفيق العسل» وقد تتبعته فرأيته ذكر فيه من أسمائه ثمانين اسمًا وأبدع في جمعه وترتيبه, وقوله: وقد يؤنث, ظاهر في أن التذكير أغلب عليه وليس كذلك, بل قال القزاز إنه لا يقال إلا مؤنثًا, والحق أن التأنيث أكثر فيه وأغلب عليه كما في المصباح والصحاح وغيرهما, وقد أشبعت كلامه أيضًا في حواشيه, والله أعلم.