كالأزيب بين الجنوب والصبا, ولم يوافقوه كما أوضحنا في شرحه. وصابية كاسم الفاعل من صبا: هي النكباء التي تجري بين الصبا والشمال, والهيف: النكباء التي بين الجنوب والدبور حارة كما يأتي للمصنف. والله أعلم.
الثاني: هذه الكلمات الموضوعة للدلالة على أمهات الرياح كما استعملوها أسماء استعملوها صفات, قال المبرد في الكامل, وأشار إليه المجد في مواضع من القاموس, وإن كان التحقيق أنها تنوسيت فيها معنى الوصفية.
الثالث: أسماء الريح كلها مؤنثة إلا «إعصار» فإنه مذكر كما في قوله تعالى: {فأًابها إعصار فيه نار} كما صرح به غير واحد.
الرابع: الأفعال المبنية من الريح, كلها ثلاثيةكنصر, تقول: شملت الريح, ودبرت, وجنبت, وصبت كدعا, إلا النعامي بالضم وهي من أسماء الجنوب كما مر فإنك تقول فيها أنعمت رباعيًا كما في الفصيح. قال ناظمة:
وكلها تقول فيها يفعل ... بالضم, لكن في الصبا يحتمل
إلا النعامى, فتقول أنعمت ... وهي التي من الجنوب يممت
أي: وكل الرياح تقول في مضارع ثلاثة يفعل بالضم كينصر إلا النعامى, وقوله: لكن في الصبا يحتمل مما لا معنى له, بل هو أيضًا كدعا, لأن لامه واو كما صرحوا به, فاحتمال غيره ساقط, وقد أنعمته شرحًا في شرحه. والله أعلم.