أو كأنهم جمعوا حائجة. قلت: إنما قالوا على غير قياس لأنه لا يعرف جمع «فعلة» على «فعائل» , وقولهم أو مولدة إشارة إلى ما ذهب إليه الأصمعي من أن حوائج كلمة مولدة لم تستعملها العرب, وقد قلده في ذلك الرئيس أبو محمد القاسم بن علي الحريري في «درة الغواص» , وجعل الحوائج من أوهام الخواص, زاعمًا أنه لم يحفظ لتصحيحه شاهدًا من كلام العرب, ولا ألفى له حجة في دواوين الأدب, إلا بيتًا واحدًا للبديع الهمذاني نسبه فيه للغلط, وأكثر فيه عليه من اللغط. وهذا قصور ظاهر لا يرضاه شاد فضلًا عن ماهر, وقد تصدر للرد عليه ونسبه للغلط فيما استند إليه الإمام أبو محمد عبد الله بن بري في رسالة جلب فيها نصوص الأئمة الأعلام, وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم, وأشعارًا حجة من إنشاء العرب العرباء الذين هم رؤساء الكلام, كلها تشهد باستعمال لفظ الحوائج وشيوعه بينهم, وقد أورده الخليل في كتابه العين, وأبو الفتح بن جني في كتاب اللمع, وابن السكيت في كتاب الألفاظ له, وسيبويه في باب تفعل واستفعل من كتابه, وابن دريد في جمهرته, وتلميذه المهلبي فيما كتبه عنه, ونقل عن أبي عمرو بن العلاء, وغيرهم من الأئمة. قلت: وإنما غلط الأصمعي في هذه اللفظة حتى جعلها مولدة, كونها خارجة عن القياس كما أومأ إليه ابن بري وغيره, لأن ما كان على مثال الحاجة مثل غارة وجارة لا يجمع على غوائر وجوائر, وقطع بذلك على أنها مولدة غير فصيحة, على أنه حكى الرياشي والسجستاني عن