عمدة ابن رشيق: الوحشي من الكلام: ما نفر عن السمع, ويقال له أيضًا: حوشي, كأنه منسوب إلى الحوش, وهو بقايا «إبل وبار» بأرض قد غلبت عليها الجن فعمرتها, ونفت عنها الإنس, لا يطأها إنسي إلا خبلوه, قال رؤبة:
جرت رجالًا من بلاد الحوش
قال: وإذا كانت اللفظة خشنة مستغربة لا يعلمها إلا العالم المبرز أو الأعرابي القح فتلك وحشية. قلت: ما ذكره من كون الألفاظ الوحشية منسوبة إلى الحوش هو المشهور في دواوين الأدب, وإن لم يذكره اللغويين فيه, بل ذكروه في الإبل الحوشية ونحوها مما يوصف بالحياة, فقد قال المجد: والحوشي من الإبل وغيرها منسوب إلى الحوش, وهو بلاد الجن. أو فحول جن ضربت في «نعم مهرة» , فنسبت إليها. فذكر فيه وجهين بخلاف ابن رشيق. قال الجوهري: وأصل الحوش فيما زعموا: بلاد الجن من وراء «رمل يبرين» لا يسكنها أحد من لناس, قال: والحوش: النعم المتوحشة, ويقال إن الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش, وهي فحول جن تزعم العرب أنها ضربت في نعم أحدهم فنسبت إليها. وفي المصباح: حكى ابن قتيبة أن الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش, وأنها فحول من الجن ضربت في إبل فنسبت إليها, وحكاها أبو حاتم أيضًا, وقال: هي النجائب المهرية ومثله في غالب الدواوين اللغوية مقتصرين به على الإبل, وإن قال المجد: من