للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أزهى من قلائد الفرائد, فلا يعدها طولًا من أتقن النظر, وكان موصول الفكر بالصلاة والعوائد.

وقوله: (ليسهل حفظه) علة «أعريناه» أي: جردناه من الشواهد ليكون ذلك سببًا في سهولة حفظه, ويجوز أن يعم ما قبله أيضًا, أي جنبناه الوحشي ليسهل, لأن الوحشي مما تنفر منه الطباع كما مر, ويسهل مضارع سهل الأمر ككرم سهالة: إذا تيسر وتهيأ, فهو سهل بالفتح. «والحفظ» بالكسر: مصدر حفظ الشيء كفرح: إذا منعه من الضياع, ثم قالوا: حفظ القرآن ونحوه: إذا وعاه على ظهر قلبه, وهو المراد هنا: والضمير لكتاب. أي: ليتيسر وعي الكتاب واستظهاره, أي: علمه على ظهر الغيب. (ويقرب تناوله) أي: يدنو تعاطيه, قرب إليه, ومنه, ككرم: دنا, والتناول: الأخذ, أو بسرعة. (وجعلناه) أي الكتاب (مغنيًا) أي كافيًا اسم فاعل من أغناه بالغين المعجمة أي صيره غنيًا لا يحتاج لأحد, من اعتنى بهذا الكتاب وحفظه: اغتنى به عن غيره إذا كان متوسطًا, ولذلك قال: (لمن اقتصد) أي توسط (في هذا الفن) أي النوع, وهو اللغة, والاقتصاد في الشيء والقصد فيه هو التوسط, وعدم الإفراط والتفريط: يقال: قصده, وله, وإليه, يقصد كضرب, وضم المضارع غلط لا أصل له, وإن جرى على ألسنة كثيرين: إذا أمه وتوجه إليه. وقصده: إذا ترك الإفراط, كاقتصد. و «الفن» بالفتح: النوع والضرب وجمعه فنون, أي لمن توسط في هذا الفن من فنون العلم وهو فن اللغة, أي بخلاف الماهر المتبحر, فإنه لا تكفيه بحار الأمهات فضلًا عن المتوسطات, فضلًا عن هذه الورقات. (ومعينًا) أي: مساعدًا ومقويًا, اسم فاعل من أعانه على الشيء: إذا ساعده عليه, وفيه جناس التصحيف والتحريف مع مغنيا, (لمن أراد الاتساع فيه) أي في هذا الفن, لأن من أراد الاتساع لا يكتفي بهذه العجالة, وإنما يكون مثلها معينًا له ومقويًا على الاطلاع لغيره, وزاد اللام في المفعول لتقويه اسم الفاعل. (وسميناه) أي الكتاب, أي وضعنا له اسمًا علمًا عليه, يقال سماه كذا وبه تسميه, وأسماه فلانًا وبه: إذا وضعه له, وجعله مميزًا له

<<  <   >  >>