للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث جابر السابق، قال الرجل: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له: «لا تحدث بتلعب الشيطان بك في منامك».

وقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد، يخطب فقال: لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان في منامه (١).

قال السفاريني - رحمه الله تعالى - في شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد: اللعب ضد الجد والمراد هنا بتلعب الشيطان، أنه يريه في منامه ما يحزنه ويدخل عليه الهم والغيظ ويخلط عليه في رؤياه فهو يتلاعب به (٢).

ومن علامات هذا القسم وكونه من الشيطان، مخالفته للشرع، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقد علم الصحابة أن ما خالف الشرع والدين فإنه يكون من النفس والشيطان، وإن كان بقدر الله، وإن كان يعفى عنه صاحبه كما يعفى عن النسيان والخطأ.

ولذلك الاحتلام في المنام من الشيطان، فالنائم يرى في منامه ما يكون من الشيطان (٣).

وقال ابن القيم رحمه الله: إن خالفت الشرع ردت مهما كان حال الرائي، ويحكم على تلك الرؤيا بأنها من الشيطان، وأنها كاذبة وأضغاث أحلام (٤).


(١) سبق تخريجه (٢٧).
(٢) شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد (١/ ١٧٠).
(٣) منهاج السنة النبوية (٥/ ١٨٣) تحقيق محمد رشاد سلام، مطبوعات جامعة الإمام.
(٤) مدارج السالكين (١/ ٥١).

<<  <   >  >>