للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا القسم من الرؤيا، لا حكم لها ولا تعبير لها ولا تنذر بشيء. وهي التي أرشدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى التحرز منها، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في آداب إذا رأى ما يكره.

وما ذكرت من دلالة الأحاديث على أن الرؤيا ثلاثة أقسام. يرد على من قال من العلماء إن الحصر ليس مرادًا، ومن هؤلاء ابن حجر رحمه الله حيث قال: وليس الحصر مرادًا من قوله ثلاث لثبوت نوع رابع في حديث أبي هريرة في الباب وهو حديث النفس (١)، وليس في حديث أبي قتادة وأبي سعيد الماضيين سوى ذكر وصف الرؤيا بأنها مكروهة ومحبوبة أو حسنة وسيئة (٢).

ويمكن أن يجاب عن هذا القول من وجهين:

الوجه الأول: أن (حديث النفس) الثابت في حديث أبي هريرة هو نفسه النوع الثالث في حديث عوف بن مالك بلفظ: «ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه».

الوجه الثاني: قول الحافظ رحمه الله: وليس في حديثي أبي قتادة وأبي سعيد الماضيين سوى ذكر الرؤيا بأنها مكروهة ومحبوبة أو حسنة وسيئة، فهذا دليل لنا في ثبوت نوع ثالث، وليس دليلاً له في ثبوت نوع رابع، ثم السبب في عدم ذكر حديث النفس في حديث أبي قتادة وأبي سعيد رضي الله عنهما، هو كما قال ابن العربي المالكي رحمه الله: يريد ما لا يتحصل مما يحزن (٣) لأن حديث النفس لا حكم له، ولا تأثير له، كما هو معروف.


(١) يعني قوله (حديث النفس) البخاري (١٢/ ٤٠٤) فتح الباري.
(٢) فتح الباري (١٢/ ٤٠٧).
(٣) عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمذي (٩/ ١٢٨).

<<  <   >  >>