للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وبقي نوع خامس: وهو تلاعب الشيطان، وقد ثبت عند مسلم من حديث جابر قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأني رأسي قطع فأنا أتبعه وفي لفظ (فقد خرج فاشتددت في أثره) فقال: «لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام» وفي رواية له «إذا تلاعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يخبر به الناس» (١).

ويمكن أن يجاب عن هذا النوع بأنه، وارد في تقسيمه - صلى الله عليه وسلم - للرؤيا: وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة: «والرؤيا تحزين من الشيطان» وفي لفظ «وتخويف من الشيطان».

وفي حديث عوف بن مالك بلفظ: «منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم» وهذا هو تلاعب من الشيطان المذكور في حديث جابر.

ثم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ونوع سادس: وهو رؤيا ما يعاده الرائي في اليقظة كمن كانت عادته أن يأكل في وقتت فنام فيه فرأى أنه يأكل، أو بات طافحًا من أكل أو شرب فرأى أنه يتقيأ، وبينه وبين حديث النفس عموم وخصوص (٢).

ويمكن أن يجاب عن هذا بأنه مذكور في قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «والرؤيا يحدث بها الرجل نفسه».

وفي لفظ: «والرؤيا من الشيء يحدث به الإنسان نفسه».

وفي لفظ: «حديث النفس».


(١) فتح الباري (١٢/ ٤٠٧).
(٢) فتح الباري (١٢/ ٤٠٨).

<<  <   >  >>