للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عملته في الإسلام، فإني سمعت الليلة دف (١) نعليك بين يدي في الجنة» قال بلال: (ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي) (٢).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قول: (عند صلاة الفجر) فيه إشارة إلى أن ذلك في المنام لأن عادته أنه كان يقص ما رآه ويعبر ما رآه أصحابه بعد صلاة الفجر (٣).

وقال الكرماني: "ظاهر الحديث أن السماع المذكور وقع في النوم، لأن الجنة لا يدخلها أحد إلا بعد الموت (٤)، ويحتمل أن يكون يقظة, لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخلها ليلة المعراج، وأما بلال فلا يلزم من هذه القصة أنه دخلها، لأن قوله (في الجنة) ظرف للسماع ويكون الدف بين يديه خارجًا عنها (٥).


(١) دف: قال البخاري رحمه الله: دف نعليك، يعني تحريك" صحيح البخاري (١/ ٣٥٧).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التهجد ١٧ - باب فضل الطهور بالليل والنهار، وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار، الحديث (١١٤٩) (١/ ٣٥٧) ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة ٢١ - باب فضائل بلال (٤/ ١٩١٠) وأحمد في مسنده (٢ - ٣٣٣، ٤٣٩).
(٣) فتح الباري (٣/ ٣٤).
(٤) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قول الكرماني: لا يدخل أحد الجنة إلا بعد موته، مع قوله إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دخلها ليلة المعراج وكان المعراج في اليقظة على الصحيح ظاهرهما التناقض، ويمكن حمل النفي إن كان ثابتًا للأنبياء، أو يخص في الدنيا بمعنى خرج عن عالم الدنيا ودخل عالم الملكوت وهو قريب مما أجاب به السهيلي عن استعمال طست الذهب ليلة المعراج، فتح الباري (٣/ ٣٥).
(٥) فتح الباري (٣/ ٣٥).

<<  <   >  >>