للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معقبًا على كلام الكرماني: (ولا يخفى بعد هذا الاحتمال لأن السياق مشعر بإثبات فضيلة بلال، لكونه جعل كسب الذي بلغه إلى ذلك ما ذكره من ملازمة التطهر والصلاة، وإنما ثبت له الفضيلة بأن يكون رؤي داخل الجنة لا خارجًا عنها) (١).

وما أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جنب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتك فوليت مدبرًا» وعمر حين يقول ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس عنده مع القوم فبكى عمر حين سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (أعليك بأبي أنت وأمي أغار يا رسول الله) (٢).

وحاصل هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ذلك في المنام.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله (رأتني في الجنة) هذا وإن كان منامًا لكن رؤيا الأنبياء حق، ومن ثمَّ أعمل حكم غيرة عمر حتى امتنع من دخول


(١) فتح الباري (٣/ ٣٥).
(٢) مسند الإمام أحمد (٢/ ٣٣٩) وصحيح البخاري في مواضع متعددة كتاب بدء الخلق ٨ - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة الحديث (٣٢٤٢) (٢/ ٤٣١) وكتاب فضائل الصحابة باب مناقب عمر بن الخطاب (٣٦٨٠) (٣/ ١٤) وكتاب النكاح باب الغيرة الحديث (٥٢٢٧) (٣/ ٣٩٤) وكتاب التعبير ٣١ - باب القصر في المنام الحديث (٧٠٢٣) (٤/ ٣٠٥) ٣٢ - باب الوضوء في المنام الحديث رقم ٧٠٢٥, ٤/ ٣٠٥ صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، ٢ - باب فضائل عمر رضي الله عنه الحديث (٢٣٩٥) (٤/ ١٨٦٣).

<<  <   >  >>