للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القصر، وقد روى أحمد من حديث معاذ قال: «إن عمر في الجنة» وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ما يرى في يقظته أو نومه سواء، وأنه قال: «بينما أنا في الجنة: إذ رأيت فيها جارية، فقلت لمن هذا؟ فقيل لعمر بن الخطاب» (١).

ولهذا ذكر البخاري رحمه الله هذا الحديث في صفة الجنة (٢).

وقال الحافظ: قوله «تتوضأ» يحتمل أن يكون على ظاهره ولا ينكر كونها تتوضأ حقيقة لأن الرؤيا وقعت في زمن التكليف، والجنة وإن كان لا تكليف فيها فذلك في زمن الاستقرار، بل ظاهر قوله «تتوضأ جانب القصر» أنها تتوضأ خارجة منه، أو هو على غير حقيقة، ورؤيا المنام لا تحتمل على الحقيقة بل تحتمل التأويل دائمًا، وقد ترجم عليه البخاري في كتاب التعبير باب الوضوء في المنام (٣).

وأخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث بريدة رضي الله عنه قال: (أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بلالاً فقال: «يا بلال بمَ سبقتني إلى الجنة، ما دخلت الجنة قط، إلا سمعت خشخشتك (٤) أمامي، وإني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك فأتيت على قصر من ذهب مرتفع مشرف، فقل: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، قلت: أنا عربي، لمن هذا القصر، قالوا لرجل

من المسلمين من أمة محمد، قلت: فأنا محمد. لمن هذا القصر؟ قالوا:


(١) فتح الباري (٦/ ٣٢٣) والحديث في مسند الإمام أحمد (٥/ ٢٤٥).
(٢) صحيح البخاري (٤/ ٣٠٥).
(٣) فتح الباري (٧/ ٤٥) وانظر: كذلك (٣/ ٣٥) (١٢/ ٤١٦).
(٤) قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (٢/ ٣٣) الخشخشة حركة لها صوت كصوت السلاح.

<<  <   >  >>