للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السعدي رحمه الله: البشرى هي كل دليل وعلامة تدلهم على أن الله أراد بهم الخير، وأنهم من أوليائه وصفوته، فيدخل في ذلك الرؤيا الصالحة (١).

ثالثًا: كونها من أهل الصدق والصلاح:

من علامات الرؤيا الصالحة التي تدل عليها كونها من أهل الصدق والصلاح والاستقامة؛ فإن الغالب على رؤياهم الصدق وذلك لقلة تسلط الشياطين عليهم، ولكثرة الصدق في حديثهم، فمن كان أصدق الناس حديثًا كان أصدقهم رؤيا.

ويدل على ذلك ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا اقترب الزمان لم تكن رؤيا المسلم تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا ...» (٢).

وفي رواية لمسلم: «وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا ...».

قال النووي رحمه الله في شرح الحديث السابق: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا» ظاهره أنه على إطلاقه وحكى القاضي عياض عن بعض العلماء أن هذا يكون في آخر الزمان عند انقطاع العلم وموت العلماء والصالحين ومن يستضاء بقوله وعمله، فجعل الله تعالى جابرًا وعوضا ومنبهًا لهم، والأول أظهر لأن غيره الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه وحكايته لها (٣).


(١) القواعد الحسان لتفسير القرآن (ص٥١).
(٢) مسند الإمام أحمد (٢/ ٢٦٩، ٥٠٧) وصحيح مسلم بشرح النووي (١٥/ ٢٠) ومصنف عبد الرزاق (٢٠٣٥٢) وسنن الدارمي (٢/ ١٦٨) كتاب الرؤيا، باب: أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا.
(٣) شرح صحيح مسلم (١٥/ ٢٠).

<<  <   >  >>