للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن بدران رحمه الله: (وقيل إنه يعمل به ما لم يخالف شرعًا ثابتًا، وهذا القول هو والعدم سواء، لأن العمل يكون بما ثبت من الشرع لا به، ثم لا يخفاك أن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبينا، قد كمله الله لنا ...) (١).

وسوف يأتي إن شاء الله، مزيد بيان وتوضيح وتفصيل لهذه المسألة عند مناقشة من يجعلون الرؤيا حجة يستدل بها كما يستدل بالكتاب والسنة أو الإجماع والقياس من مبتدعة الصوفية الذين استندوا في أخذ الأعمال بالمنامات، وأقبلوا وأعرضوا بسببها وتأتي إن شاء الأسباب التي تجعل الرؤيا ليست دليلاً شرعيًا يحتج بها على جواز فعل أو ترك، أو منع أو استحباب، وأقوال أهل العلم في ذلك، وإنما المقصود هنا، بيان أن الرؤيا الصالحة مجرد مبشرات يستأنس بها كما دلت على ذلك النصوص، وفعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ومن بعدهم من العلماء (٢).

وعلى ذلك يحمل ما ورد عن أهل العلم من الاستشهاد بالرؤيا الصالحة في بيان فضل العلماء ومكانتهم وما يقال في أهل البدع (٣).


(١) المدخل لابن بدران (ص٢٩٧) تحقيق الدكتور عبد الله التركي، وانظر: الموافقات للشاطبين (٢/ ٢٦٦، ٢٧٣، ٢٧٥) وطرح التثريب للعراقي (٨/ ٢١٥) والمدخل لابن الحاج (٤/ ٢٨٦ - ٢٩٢).
(٢) انظر: الموافقات (١/ ٨٢) (٢/ ٢٦٦).
(٣) وانظر: كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في المسائل التالية (٢/ ٦٣٦) سياق ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن من رآه في المنام رأى الحق، وأن الشيطان لا يتمثل به، وفيمن رآه وسأله عن القرآن فأجاب بأنه غير مخلوق، من العلماء الصالحين (٤/ ٧٤٤) سياق ما روي عن الرؤيا السوء في المعتزلة و (٦/ ١٠١١) سياق ما روي عن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم وما حفظ من قوله في المرجئة.

<<  <   >  >>