للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديبية وصالحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يرجعوا عامهم ذلك، على أن يعودوا في العام المقبل وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام. قال: قلت: لا. قال: «فإنك آتيه ومطوف به» (١).

وقد وقع تصديق رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرة القضاء.

وكذلك جاءت الأحاديث الصحيحة الكثيرة في رؤى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنها وحي يثبت بها ما يثبت بالوحي أمرًا ونهيًا، ويجب الإيمان بها والعمل بمقتضاها، وهي كذلك من دلائل نبوته؛ إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت كما أخبر، ومن ذلك:

١ - أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة، فإذا هي المدينة، ورأيت فيها بقرا، والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي أتانا الله به بعد يوم بدر» (٢).

٢ - أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينما أنا نائم إذ أتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٥/ ٣٢٩) فتح الباري، في حديث طويل من حديث المسور بن مخرمة.
(٢) صحيح البخاري كتاب التعبير ٣٩ - باب إذا رأى بقرًا ينحر، (٧٠٣٥) (٤/ ٣٠٧) وصحيح مسلم (٤/ ١٧٧٩).

<<  <   >  >>