للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال البغوي رحمه الله: وقيل: أراد به أنه كالنبوة في الحكم والصحة (١).

وقال ابن العربي رحمه الله: القدر الذي أراده النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبين أن الرؤيا جزء من النبوة في الجملة لنا، لأنه اطلاع على الغيب وذلك قوله: لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشرات (٢).

وقال ابن عبد البر رحمه الله: وقد يحتمل أن تكون الرؤيا جزءًا من النبوة، لأن فيها ما يعجز كالطيران، وقلب الأعيان، ولها تأويل الحسن، وربما أغنى بعضها عن التأويل (٣).

وقال ابن بطال رحمه الله: كون الرؤيا جزء من أجزاء النبوة مما يستعظم فيمكن أن يقال: إن لفظ النبوة مأخوذ من الإنباء وهو الإعلام لغة، فالمعنى أن الرؤيا خبر صادق من الله لا كذب فيه، كما أن معنى النبوة نبأ صادق من الله لا يجوز عليه الكذب، فشابهت الرؤيا النبوة في صدق الخبر (٤).

وقال السفاريني رحمه الله في شرح ثلاثيات المسند في معنى هذه الأحاديث:

ومعنى ذلك أن الرؤيا الصالحة تجيء في الصحة والبيان، موافقة النبوة، لأن النبوة انقطعت بموته - صلى الله عليه وسلم - (٥).

وقال الحافظ بن حجر رحمه الله: قال ابن الجوزي: لما كانت النبوة تتضمن اطلاعًا على أمور يظهر تحقيقها فيما بعد، وقع تشبيه رؤيا المؤمن بها (٦).


(١) شرح السنة (١٢/ ٢٠٤).
(٢) عارضة الأحوذي (٩/ ١٢٦).
(٣) التمهيد (١/ ٢٨٥) وانظر: أحكام القرآن للقرطبي (٩/ ١٢٤).
(٤) أوجز المسالك (١٥/ ٧٣) وطرح التثريب (٨/ ٢١٥).
(٥) شرح الثلاثيات المسند (٣/ ١٣٧).
(٦) فتح الباري (١٢/ ٣٦٧).

<<  <   >  >>