للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» (١).

فلا ريب أن الشيء يكون جزءًا من النبوة أو الإيمان، ويكون من أصغر الشعب والأجزاء، كإماطة الأذى في الإيمان، أو كالرؤيا في النبوة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنه لم يبق من النبوة بعدي إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له» ولهذا كان هذا الجزء أول ما بدئ به الرسول - صلى الله عليه وسلم - تدريجًا له كما في الصحيح عن عائشة قالت: "أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد".

وإذا كان بعض أجزاء النبوة يحصل لآحاد المؤمنين وليس هو نبيًا تبين أن ما يذكره هؤلاء من الحق هو جزء من أجزاء النبوة، وما يذكرونه من الباطل هو مردود عليهم (٢).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والرؤيا الصالحة وإن كانت جزءًا من النبوة, فهي باعتبار صدقها لا غير، وإلا لساغ لصاحبها أن يُسمَّى نبيًا


(١) صحيح البخاري، كتاب الإيمان ٣ - باب أمور من الإيمان, الحديث رقم (٩) (١/ ٢٠) وصحيح مسلم واللفظ له كتاب الإيمان ١٢ - باب بيان عدد شعب الإيمان, الحديث رقم (٣٥) (١/ ٦٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) الصدفية (١/ ٢٣٤ - ٢٣٦).

<<  <   >  >>