للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس كذلك (١).

وقال أيضًا في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات» ظاهر الاستثناء مع ما تقدم من أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة أن الرؤيا نبوة، وليس كذلك لما تقدم أن المراد تشبيه أمر الرؤيا، أو لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له كمن قال: أشهد أن لا إله إلا الله رافعًا صوته لا يسمى مؤذنًا، ولا يقال إنه أذن، وإن كانت جزءًا من الأذان، وكذا لو قرأ شيئًا من القرآن وهو قائم لا يسمى مصليًا وإن كانت القراءة جزءًا من الصلاة، ويؤيده حديث أم كُرْز الكعبية قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذهبت النبوة وبقيت المبشرات» أخرجه أحمد وابن ماجة وصححه ابن خزيمة وابن حبان.

ولأحمد عن عائشة مرفوعًا: «لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا».

ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه: «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت ولا نبي ولا رسول بعدي، ولكن بقيت المبشرات» قالوا: وما المبشرات؟ قال: «رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة» (٢).


(١) فتح الباري (١/ ٢٠).
ولقد شذت طوائف في هذا الباب، فزعمت بقاء النبوة واستمرارها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعطلوا معنى الأحاديث التي نصت في أنه لا نبوة ولا وحي عبد النبي - صلى الله عليه وسلم - انظر الرد على هؤلاء في كتاب فيض الباري على صحيح البخاري (٤/ ٤٩٠) ورد الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وفقهها (١/ ٧٦٧) وكتاب عقيدة ختم النبوة بالنبوة المحمدية، تأليف: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، دار طيبة، الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ.
(٢) فتح الباري (١٢/ ٣٧٥) والأحاديث سبق تخريجها (ص١٢٢ - ١٢٥).

<<  <   >  >>