للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأربعين وخمسة وأربعين، وستة وأربعين، وتسعة وأربعين، وسبعين.

وقد كثرت أقوال العلماء في توجيه هذه الروايات، ولهم في ذلك موقفان:

الموقف الأول: الترجيح.

الموقف الثاني: الجمع بين الروايات.

الموقف الأول: من قال بالترجيح:

وسبب هذا القول، وتوجيه النسبة فيه.

يميل بعض العلماء إلى ترجيح روايات الستة والأربعين على غيرها، لأنها في نظرهم هي الأشهر والأصح (١).

قال أبو عبد الله المازري: والأكثر والأصح عند أهل الحديث من ستة وأربعين (٢).

وقال أبو زرعة العراقي بعد أن ذكر الروايات السابقة: "وأصحها وأشهرها ستة وأربعون، فإن ملنا إلى الترجيح فرواية الستة والأربعين أصح" (٣).

والذين مالوا إلى ترجيح (ستة وأربعين) قالوا: إن السبب في ذكر هذا العدد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقي منذ أن أوحي إليه إلى أن توفي ثلاثًا وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة، وبالمدينة عشر سنين وكان يوحى إليه في منامه في أول الأمر بمكة ستة أشهر، وهي نصف سنة فصارت هذه المدة جزءًا من ستة وأربعين جزءًا من أجزاء زمان النبوة (٤).


(١) انظر: جامع الأصول ابن الأثير (٢/ ٥١٨، ٥١٩).
(٢) أحكام القرآن (٩/ ١٢٢).
(٣) طرح التثريب (٨/ ٢٠٩).
(٤) انظر: معالم السنن (٤/ ١٣٩) وأعلام الحديث (٤/ ٢٣١٥) وشرح السنة (١٢/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>