للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبرًا ورواية، ولم نسمع فيه خبرًا، ولا ذكر قائل هذه المقالة فيما بلغني عنه في ذلك أثرًا فهو كأنه ظن وحسبان، والظن لا يغني من الحق شيئًا (١).

ثانيًا: مما يبطل هذا التوجيه، أن سائر الأحاديث في الأجزاء المختلفة تبقى بغير معنى.

ولهذا لما ذكر ابن القيم رحمه الله التوجيه السابق قال: "وهذا حسن، لولا ما جاء في الرواية الأخرى الصحيحة أنها جزء من سبعين جزءًا (٢).

وعلى هذا فالصواب، إن شاء الله أن يقال إن عامة هذه الأحاديث أو أكثرها صحاح، ولكل حديث منها مخرجًا معقولاً (٣).

الموقف الثاني: الجمع بين الروايات:

قال أكثر العلماء لا منافاة بين هذه الروايات، لأن كل رواية منها لها مخرج معقول، ولكن كثرت أقوالهم في توجيه هذه الروايات.

وسوف أذكر إن شاء الله أهم هذه التوجيهات، وأذكر ما أراه راجحًا مع بيان سبب الترجيح.

القول الأول: أن هذا الاختلاف بحسب حال الرائي للرؤيا.

واختار هذا القول الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله حيث بين أن الاختلاف في روايات هذه الأحاديث راجع إلى اختلاف حال الرائي، فالمؤمن الصادق الصالح تكون نسبة رؤياه من ستة وأربعين، والفاجر من سبعين ولهذا لم


(١) أعلام الحديث (٤/ ٢٣١٥) ومعالم السنن (٤/ ١٣٩).
(٢) مدارج السالكين (١/ ٦١).
(٣) انظر: أحكام القرآن للقرطبي (٩/ ١٢٣ - ١٢٦) وفتح الباري (١٢/ ٣٦٤).

<<  <   >  >>