للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علمي بدارون، وإنما كان استغلالا مقصودًا لنظريته، من أجل إفساد البشرية (١).

والنقد الثاني: الذي يوجه إلى هذه النظرية أنها تجعل الرؤى نوعًا واحدًا فقط، وهذا يعني أنها تغفل جوانب أخرى للرؤيا دلت الأدلة الشرعية على إثباتها، وهي الرؤيا الصادقة، والرؤيا التي تكون من تهاويل الشيطان.

وسبب هذه النظرية القاصرة هو عدم إيمانهم بالمغيبات وتأثير الشيطان في الإنسان، وعدم إيمانهم بالروح.

يقول الأستاذ محمد قطب مناقشًا هذه النظرية وزعيمها فرويد اليهودي: فهو يذهب إلى أبعد مدى في نظريته في تفسير الأحلام، فينكر كل حقيقة خارجة عن نطاق الأرض، بل عن نطاق الإنسان ذاته في حيز المحدود، فهو ينفي نفيًا تامًا ما نسميه الأحلام التنبئية, لأنها قائمة على أساس الروح، وعلى أساس صلة هذه الروح بالعالم الأكبر، وبالغيب المجهول.

ثم يواصل الأستاذ محمد قطب مناقشته لهذه النظرية قائلا:

فما من شك في أن الجمهرة الغالبة من أحلام الناس، هي تنفس عن أشياء مكبوته، أو تعبير عن رغبة منتهاه، كما يفسرها فرويد بحق، وتبقى بعد ذلك


(١) المرجع السابق (ص٢٦) وانظر: كتاب التطور والثبات فصل اليهود الثلاثة للأستاذ محمد قطب.
وانظر: مناقشة فرويد بشيء من التفصيل في كتاب الإنسان بين المادية والإسلام، (ص١٩ - ٤٦) وكتاب الفرد والمجتمع وكتاب الجريمة والعقاب، وكتاب المشكلة الجنسية، وكتاب القيم العليا، وكتاب جاهلية القرن العشرين (ص٨٤، ٨٥) كلها للأستاذ محمد قطب.

<<  <   >  >>