للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- وقيل إنها مأخوذة من الصفاء، والمعنى هنا صفاء القلب والروح والخلق، وصفاء السلوك العام فهم يزعمون أن الصوفية أكثر الناس صفاء (١).

ومال إلى هذا القول أبو نعيم الأصبهاني (٢) حيث قال مرجحًا بعد ذكر الخلاف اشتقاقه عند أهل الإشارات والمنبئين عنه بالعبارات: من الصفاء والوفاء (٣).

وفي ذلك يقول أبو الفتح البستي (٤).

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا ... فيه وظنوه مشتقًا من الصوف

ولست أمنح هذا الاسم غير فتى ... صافى فصوفي حتى سمي الصوفي (٥)

ولكن رد القشيري (٦) هذا الرأي بقوله: "ومن قال: إنه من الصفاء،


(١) انظر: التعرف لمذهب أهل التصوف (ص٢٨).
(٢) هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران (٣٣٦ - ٤٣٠) هـ ولد بأصبهان حافظ مؤرخ قال عنه ابن الجوزي: سمع كثيرًا وألف كثيرًا وكان يميل إلى مذهب الأشعري كثيرًا, من أشهر مصنفاته حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ودلائل النبوة والمستخرج على الصحيحين.
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٥٣ - ٤٦٤) والبداية والنهاية (١٢/ ٤٨، ٤٩).
(٣) حلية الأولياء (١/ ١٧) دار الكتاب العربي، بيروت الطبعة الثانية ١٤٠٠ هـ.
(٤) هو علي بن محمد بن الحسين بن يوسف البستي (٣٦٠ - ٤٠١هـ) ولد في بست قرب سجستان وإليها نسب كاتب وأديب وشاعر.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٤٧، ١٤٨) والبداية والنهاية (١١/ ٣٦٨) ومعجم المؤلفين (٧/ ١٨٦).
(٥) انظر: قواعد التصوف (٧) لابن زروق وتحقيق ما للهند من مقولة (٢٥).
(٦) هو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة النيسابوري القشيري (٣٧٦، ٤٦٥هـ) كانت إقامته بنيسابور، من أهم كتبه الرسالة القشيرية والتي رد عليها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة, تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
انظر ترجمته في طبقات الشافعية (٣/ ٢٤٣ - ٢٤٨) وتاريخ بغداد (١١/ ٨٣).

<<  <   >  >>