للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاشتقاق الصوفي من الصفاء بعيد في مقتضى اللغة (١).

(د) قيل: إنهم منسوبون إلى الصف المقدم بين يدي الله عز وجل، بارتفاع هممهم إليه، وإقبالهم عليه (٢).

لكن هذه النسبة غير مستقيمة من جهة اللغة فإنهم لو نسبوا إلى الصف لقيل صفي (٣).

(هـ) وقيل نسبة إلى الصفوة من خلق الله، وهذا غير مستقيم أيضًا من جهة اللغة لأنه لو كان كذلك لقيل صفوي (٤).

ويلزم منه أيضًا تفضيل الصوفية على ملائكته، ورسله، وأكابر الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين الذين لم ينتسبوا إلى الصوفية.

و- ذكر البيروني (٥) أنهم ينتسبون إلى الصوفية الحكماء، القائلين بالوحدة، وأن الصوفية أول من تكلم بالوحدة في الإسلام فسموا باسمهم (٦).


(١) الرسالة القشيرية (ص١٢٦).
(٢) انظر: التعرف لمذهب أهل التصوف، لأبي بكر الكلاباذي (ص٢٨، ٢٩) والرسالة القشيرية (ص١٢٦).
(٣) انظر: الرسالة القشيرية (ص١٢٦) ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١١/ ٦).
(٤) انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (١١/ ٦).
(٥) هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي (٣٦٢ - ٤٤٠هـ) فيلسوف رياضي، مؤرخ، من أهل خوارزم أقام في الهند مدة، له مصنفات منها: الآثار الباقية من القرون الخالية، والتفهيم لصناعة التنجيم، وتحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة انظر ترجمته في: معجم المؤلفين (٨/ ٢٤١، ٢٤٢) والأعلام (٦/ ٢٠٥).
(٦) تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة (ص٢٤، ٢٥) و (ص٥١، ٦٦) كطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية.

<<  <   >  >>