للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وساق الحصني (١) قصته عن رجل من أهل طرابلس كان في مركب قادمًا من الإسكندرية فهاج البحر وأشرف من في المركب على الهلاك، فقال لهم ذلك الرجل: استعينوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فعملوا، فنام رجل منهم مشهور بالصلاح، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول له: انج وابشروا بالسلامة (٢).

ثانيًا: تصحيح أقوال الصوفية ورسومهم:

ومن أمثلة ذلك:

قول الجنيد (٣): رأيت في المنام كأني واقف بين يدي الله تعالى، فقال لي: يا أبا القاسم، من أين لك هذا الكلام الذي تقول، فقلت: لا أقول إلا حقا. فقال: صدقت .. (٤).

وقال أبو المواهب الشاذلي: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله إني متطفل في علم التصوف، فقال - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ كلام القوم؛ فإن المتطفل على هذا العلم هو الولي، وأما العالم به فهو النجم الذي لا يدرك (٥).


(١) هو أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حَرِيز (٧٥٢ - ٨٢٩) ونسبته إلى الحصين من قرى حوران، وهو من أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ألف في الرد عليه كتاب دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد.
انظر ترجمته في الضوء اللامع (١١/ ٨١) وشذرات الذهب (٧/ ١٨٨، ١٨٩)
(٢) دفع شبه من شبه وتمرد (٩١) دار الكتب العربية مصر الطبعة الأولى ١٣٥٠ هـ.
(٣) الجنيد: هو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز، توفي ٢٧٩ وقيل توفي سنة ٢٩٨، أصل أبيه من نهاوند، والجنيد إمام الصوفية، ويقال له: سيد الطائفة.
انظر ترجمته وأقواله في طبقات الصوفية (١٥٥ - ١٦٣)، الطبقات الكبرى (١/ ٧٢ - ٧٤) شذرات الذهب (٢/ ٢٢٨ - ٢٣٠).
(٤) الرسالة القشيرية (١٨٠).
(٥) طبقات الشعراني (٢/ ٧٥).

<<  <   >  >>