للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: قل: نعم، رأيت رجلاً بين الرجلين جسمه، ولحمه أسمر إلى البياض، حسن المضحك، أكحل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من هذا إلى هذه حتى كادت تملأ نحره، قال: فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا (١).

وممن رجح هذا القول أيضًا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال في مجموع الفتاوى له، بعد أن ذكر بعض الأحاديث الواردة في رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في المنام ثم قال: "وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم، وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال، حسن الصورة، أبيض، مشرب بحمرة، كث اللحية، سوداء، وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام (٢).

وبهذه الآثار يرد أصحاب القول الأول والثاني، قال القرافي رحمه الله: قال العلماء: إنما تصح رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد رجلين أحدهما صحابي رآه فعلم


(١) مسند الإمام أحمد (١/ ٣٦١، ٣٦٢) وله رواية أخرى في المسند (١/ ٣٧٩) والشمائل المحمدية للترمذي ص (٣٢٢) وحسنه الألباني في مختصر الشمائل ص (٢٠٨).
(٢) مجموع فتاوى مقالات متنوعة لابن باز (٤/ ٤٤٥).
وانظر: صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - في صحيح البخاري كتاب المناقب ٣٣ - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر فيه البخاري رحمه الله سبعة وعشرين حديثًا (٣٥٤٢ - ٣٥٦٨) (٤/ ٥١٤ - ٥١٩) وصحيح مسلم كتاب الفضائل بعد، كتاب الرؤيا ٣ - باب صفة النبي ص (٤/ ١٨٢٤).

<<  <   >  >>