للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما النوع الثاني: فهو الذي تحمل عليه الرؤيا دائمًا ويحتاج إلى تعبير.

ومن ذلك رؤيا يوسف عليه السلام الكواكب والشمس والقمر له ساجدين، فكان تأويلها سجود إخوته وأبويه له.

وهذا النوع هو الذي يتكلم العلماء في تأويله، ووضعوا له بعض القواعد التي يمكن بها معرفة تأويل الرؤيا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعبارة الرؤيا هو العبور من الشيء إلى مثاله ونظيره، وهو حقيقة المقايسة والاعتبار، فإن إدراك الشيء بالقياس والاعتبار الذي ألفه الإنسان واعتاده أيسر من إدراك شيء على البديهة من غير مثال معروف.

ثم المرئي في هذا الوجه، هو موجود في قلب الإنسان ونفسه، وإن كان مثلاً للحقيقة وواسطة لها" (١).

وقال رحمه الله في موضع آخر: "ذكرت في مواضع شيئًا من الصدق والعدل وموقعهما من الكتاب والسنة، ومصالح الدنيا والآخرة فإذا عرف أن مادة العدل والتسوية، والتمثيل، والقياس، والاعتبار والتشريك والتشبيه، والتنظير من جنس واحد فيستدل بهذه الأسماء على القياس الصحيح العقلي والشرعي، ويؤخذ من ذلك تعبير الرؤيا، فإن مداره على القياس والاعتبار والمشابهة التي بين الرؤيا وتأويلها" (٢).


(١) قاعدة في المعجزات والكرامات مطبوع ضمن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (١١/ ٦٣٨).
(٢) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (٢٠/ ٨٢).

<<  <   >  >>