للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لنسائه: «أسرعكن لحاقًا بي، أطولكن يدًا» قالت عائشة فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت: فكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل وتتصدق (١).

قال النووي رحمه الله: "إنهن ظنن أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقة وهي الجارحة فكن يذرعن أيديهن بقصبة فكانت سودة أطولهن جارحة، وكانت زينب أطولهن يدا في الصدقة وفعل الخير، فماتت زينب أولهن فعلموا أن المراد بطول اليد في الصدقة والجود، قال أهل اللغة يقال فلان طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحًا جوادًا وضده قصير اليد والباع" (٢).

(د) التأويل بالأسامي:

قال البغوي رحمه الله: "والتأويل بالأسامي، كمن رأى رجلا يسمى راشدًا يعبر بالرشد، وإن كان يسمى سالمًا يعبر بالسلامة" (٣).

ثم ساق بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرأيت ذات ليلة فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب (٤) فأولت الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب» (٥).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/ ٢٨٦) مع شرح الفتن، ومسلم (٤/ ١٩٠٧) رقم (٢٤٥٢) من حديث عائشة.
(٢) شرح النووي لصحيح مسلم (١٦/ ٨).
(٣) شرح السنة (١٢/ ٢٢٢).
(٤) قال النووي في شرح مسلم (١٥/ ٣١) "هو نوع من الرطب معروف، يقال له رطب ابن طاب، وتمر ابن طاب، وعذب ابن طاب، وعرجون ابن طاب، وهي مضاف إلى ابن طاب رجل من أهل المدينة".
(٥) أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٢١٣، ٢٨٦) ومسلم في صحيحه (٤/ ١٧٧٩) رقم (٢٢٧٠) تحقيق: محمد فؤاد.

<<  <   >  >>