للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن أبي جمرة رحمه الله: تأويل النبي - صلى الله عليه وسلم - اللبن بالعلم اعتبارًا بما بين له أول الأمر حين أتى بقدح خمر وقدح لبن، فأخذ اللبن، فقال له جبريل: (أخذت الفطرة) الحديث (١).

ولهذا قال المهلب: "اللبن يدل على الفطرة والسنة والقرآن والعلم" (٢).

قال الحافظ: "وقد جاء في بعض الأحاديث المرفوعة تأويله بالفطرة كما أخرجه البزار من حديث أبي هريرة رفعه، اللبن في المنام فطرة" (٣).

وعند الطبراني من حديث أبي بكرة رفعه «من رأى أنه شرب لبنًا فهو الفطرة» (٤) ومضى في حديث أبي هريرة في أول الأشربة أنه - صلى الله عليه وسلم - لما أخذ قدح اللبن قال له جبريل «الحمد لله الذي هداك للفطرة» (٥).

ويقول ابن القيم رحمه الله: "ومن هذا تأول اللبن بالفطرة، لما في كل منهما من التغذية الموجبة للحياة وكمال النشأة، وأن الطفل إذا خلي وفطرته لم يعدل عن اللبن، فهو مفطور على إيثاره على ما سواه وكذلك فطرة الإسلام التي فطر الله عليها الناس" (٦).


(١) فتح الباري (١٢/ ٣٩٤) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه كما سيأتي، إن شاء الله.
(٢) المرجع السابق (١٢/ ٣٩٣).
(٣) انظر: كشف الأستاذ (٣/ ١٣/ ٢١٢٧) ومجمع الزائد (٧/ ١٨٣) وجاء الحديث موقوفًا على أبي هريرة في مصنف ابن أبي شيبة (١١/ ٧٧/١٠٥٦١) والدارمي في سننه (٢/ ١٢٨) وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٢٠٧) (٥/ ٢٤١) وصحيح الجامع (٥/ ١١٣) (٥٣٦٤).
(٤) أورده في مجمع الزوائد (١١/ ١٨٦) وقال: رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير، وهو متروك.
(٥) صحيح البخاري كتاب الأشربة ١٢ - باب شرب اللبن (٥٦٠٣) (٤/ ١٥).
(٦) إعلام الموقعين (١/ ١٩١).

<<  <   >  >>